نور الشمس
عدد الرسائل : 43 : **** تبادل اعلانى **** : تاريخ التسجيل : 21/05/2008
| موضوع: مهلا ايها الشباب الإثنين مايو 26, 2008 9:47 am | |
| تزايدت أعداد الشباب الإسلامي ،
وصاروا علامة بارزة في أكثر المجتمعات الإسلامية وكان أكثرهم- بحمد الله – نماذج مشرفة،
حيث تصدروا العمل الإغاثي ، وتفوقوا في المجال الدراسي ، وتقدموا في ميدان الجهاد
،وظهروا في الإطار السياسي ، وتميزوا بالسمت الأخلاقي ، وأبدعوا في التحرك الدعوي.
وبحكم ما في الشباب من عاطفة موّارة ، وقوة كبرى،وطاقات شتى؛فإنهم دائماً في المقدمة إزاء مستجدات الأحداث
تأييداً أو مواجهة ، كما أنهم أصحاب صناعة كثير من الأحداث من خلال جرأة المبادرة ، وقدرة الممارسة
إلا أن هؤلاء الشباب وقد التزموا الإسلام عقيدة وسلوكاً يعايشون أوضاعاً شاذة
ومواجهات حادة،ففي كثير من المجتمعات الإسلامية مخالفات شرعية ظاهرة ، كما أن في كثير من الحكومات الإسلامية انحرافات خطيرة
إضافة إلى المواجهة السافرة من قبل أعداء الدين ، تلك المواجهة التي ظهرت بأبشع صورها من خلال الحرب الشعواء على المسلمين
اقتصادياً وإعلامياً وسياسياً وعسكرياً.
فالشباب إذن يواجهون الغربة الإسلامية ، ويجابهون الحرب العدائية ، وذلك يثير فيهم الغيرة الإسلامية
والحماسة الشبابية ، فتتحرك العواطف المتقدة ، والمشاعر الملتهبة لإنكار المنكرات ، وفضح المؤامرات
وصد الهجمات في غضب عارم ، وعاطفة جياشة ، ويقدم بعض الشباب على تصرفات لا يتحقق جدواها
ولا تحمد عقباها ، ويفقد بعضهم السيطرة على عواطفه ، ويفقد بالتالي حسن التصرف وسداد الرأي وصواب القول
وقد يسمع هؤلاء من يوصيهم بالصبر فتجيب عواطفهم : " لم يعد في قوس الصبر منزع "،
وقد تذكر لهم الحكمة فيقرنها حماسهم بالجبن والخور ، وقد يشار إلى مراعاة المصالح والمفاسد
فلا يفهمون من ذلك إلا أنه مداهنة وتميع ، وكلما عرض لهم شئ انجرف في تيار الحماسة المتدفق ،
وأنا أعذر هؤلاء القلة من الشباب ؛ لأن ما يواجهونه من مخالفة الشرع ومحاربة الدين
أمر عظيم يدفعهم لمثل هذه الممارسات التي تهون في مقابل ما يفعله غيرهم تجاههم ، ولكنني أقول لإخواني الشباب :
إن المنتظر منكم أكبر، والأمل فيكم أعظم ، والظن بكم أحسن ،ولهذا أوجّه لكم هذه الكلمات أخاطبكم بها
- دون غيركم -
لتكتمل مسيرتكم الراشدة ، ولتسدوا الثغرات على المتصيدين للأخطاء بغرض التشهير ، والمتربصين بكم الدوائر بغرض القضاء والتدمير .
1- إن البلاء الواقع في الأمة والعداء المواجه لها لم يحدث في يوم أو يومين ، ولن يزول كذلك في يوم أو يومين.
.لن نستيقظ في الصباح وقد رفعت راية الجهاد،وصلحت أحوال البلاد والعباد ،
ولن يتغير الواقع بحماس مندفع ولا نقد لاذع ، بل بعمل دائب متئد ، واجتهاد مستمر غير منقطع.
2- لا بد من ضبط العاطفة بالعقل،ولا يحسن العقل الضبط إلا بالشرع ، وقد أحسن ابن القيم حين قال: "إذا خرج عقلك من سلطان هواك عادت الدولة له" .
3- التدرج سنة إلهية ، تظهر في كثير من الأمور ،أما الطفرات فهي أمور عارضة غالباً ما تفتقر إلى الأسباب المنطقية،ولا تنتهي إلى نتائج مرضية .
4- سيرة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- مليئة بالعبر، وقد طاف بالكعبة وحولها الأصنام حتى إذا آن استكمال العمل حطمها مردداً
:{ وقل جاء الحق وزهق الباطل} وبين الفترتين صبر طويل ، وحكمة بالغة ، وجهاد دائم .
5- في التاريخ الإسلامي الطويل ، وفي تجارب الواقع المعاصر أدلة ظاهرة،وأحداث ناطقة تبين نتائج الاندفاع العاطفي ،
والحماس غير المنضبط ، والعمل الذي لا يعطي للزمن دوره ، ولا يحب المعطيات والعواقب ولا يخطط لنتائج،ولا يستعد لردود الأفعال .
ونحن جميعاً محكومون بشرع الله ، ودائرون معه ، وقد قال الله لرسوله
:{ واصبر على ما يقولون واهجرهم هجراً جميلاً }
وقال له :
{ فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون } ،
ونحن كذلك بالرسول الكريم مقتدون وهو الذي قال للأشج: إن فيك خصلتين يحبها الله ورسوله الحلم والأناة
وهو الذي علمكم أنه (ليس الشديد بالصرعة وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب )
وعلماؤنا قالوا
: "يجب ترك إنكار المنكر إذا كان الإنكار يؤدي إلى وقوع منكر أكبر " .
لا أقول لكم : أطفئوا جذوة الحماسة بل وجهوها ، ولا أقول توقفوا عن العمل بل أتقنوه ،
وفوتوا على الأعداء الفرصة من خلال البصيرة الراشدة والحكمة الواعية ، والعمل المتزن بعيداً عن ردود الأفعال ، وسرعة الانفعال .
| |
|
دموع الندم
عدد الرسائل : 31 : **** تبادل اعلانى **** : تاريخ التسجيل : 22/05/2008
| موضوع: نصائح للشباب الإثنين مايو 26, 2008 3:50 pm | |
| | |
|